عبد اللـه / صـلاح الـديـن الـقــوصــي
هـو "صـلاح الـديـن" بـن "عـلـم الـديـن الـقـوصـي" .
يُـقــال لــه " الـوَلِــيُّ الـكَامِـل" و هُـوَ مـن كَـمُــلَ بــه غَــيـْرُه و عَـلَـى قَـدَم نـبـيِّـه مُـحَـمّـد صَـلَّـي الـلـــه عـلـيـه و ســلـم .
مـن ألـقـابـه "عـبـد اللـه" و "خـازن أسـرار رسول اللـه" صلي الـلــه عـلـيـه و سـلـم .
ولـد في مـديـنـة "مـنـفـلـوط" مـن وسـط الـصـعـيـد ، و يـنـتـهـي نـسـبـه إلى الإمـام "الحـسـيـن بـن عـلـي" مـرورا بـجـده الأوسـط "يـوسـف أبـو الحـجـاج الأقـصـري" رضـي اللــه عـنـهـم جـمـيـعـاً ، و لــه نسب إلى الإمام "الـحَـسَـن بن عـلـي" أثـبـتـه في أشـعـاره و تـحـدث عـنـه .
نـشـأ مـنـذ طـفـولـتـه في مـسـجـد الـشـيـخ "عـلـم الـديـن الـربـاطـي" ، و بـه تـلـقـى عـلــوم الـفـقــه و الـقـرآن ، كـمـا بـدأ صـبـاه بـسـلـوك طـريـق الـسـادة الـجــزولــيــة والـشـاذلـيـة ، و نـظـم الـشـعــر و هـو فـي الـعــاشـرة .
أنـهـى دراسـتـه بـجـامـعـة الإسـكـنـدريـة ، و أنـهـى دراسـاتـه الـعـلـيـا بـجـامـعـات الـقـاهـرة و تـشـيـكـوسـلـوفـاكـيـا فـي عـلـوم الـكـيـمـيـاء و الـجـيـولـوجـيـا و الـحـاسـب الآلـي خـلال دراسـتـه و عـمـلـه بـألـمـانـيـا و أسـبـانـيـا و تـركـيـا و المـمـلـكـة الـسـعـوديــة .
اِلـتـقى مـنـذ صـبــاه بـكـبـار أشـيـاخ عـصـره ، و مـنـهـم أصـحـاب الـفـضـيـلـة : "مـحـمـد أبـو الـعـيـون" ، "عـبـد الـحـلـيـم مـحـمـود" ، "أحـمـد رضـوان" ، "مـحـمـد مـتـولي الـشـعـراوي" ، "أحـمـد حـجـاب" ، "مـحـمـد خـلـيـل الـخـطـيـب" ، "عـبـد الـحـكـيـم سـرور" ، "مـحـمـد الـعـقـاد" ، "عـبـد الـفـتـاح الـقـاضـي الـشـبـلـنـجـي" ، "إبـراهـيـم الـقـادري الـجـزائـري" ، "صـالـح الـجـعـفـري" ، "صـادق الـعـدوي" ، "عـلـم الـديـن الـبـواب" ، "إبـراهـيـم أبـو شـوشــة" ، "إبـراهـيـم المـصـري" ، "مـحـمـد فـتـح الـبـاب الـفـيـومي" .
سـلـك في بـدايـة شـبــابـه الـطـريـقـة الـخـلـوتـيـة الـعـونـيـة على يـد شـيـخـه "مـحـمـد أبـو الـعـيـون" . و لازمــه لأكـثـر مـن عـشـر سـنـوات ، ثـم تـلـقـن مـن أشـيـاخ الـطـرق الـخـلـوتـيـة و الـشـاذلـيـة و الـنـقـشـبـنـديـة و الأحـمـديـة و الإدريـسـيـة والـقـادريــة .
اِطـلـع عـلـى كـثـيـر مـن الـتـراث الإسـلامـي الـقـديــم ، و تـأثــر بــ" أبـي حـامـد الـغــزالـي" ، و "الـسـهـروردي" ، و "الـقـشـيـري" ، و "أبـي الـقـاسـم الـخـانـي" ، و"ابـن تـيـمـيـة" ، و "ابـن الـقـيـم" ، و الإمـامـيـن "الـبـخـاري" و "الـتـرمـذي" عـلـى وجـه الـخـصـوص .
اِنـتـهـج طـريـقــا جـامــعـاً شــامـلا يـعــود مـنـهـجـه إلـى الـقـرن الـثـالـث الـهـجـري ، ومــا كـان عـلـيـه تـابـعــوا الـتـابـعـيـن مـن أوراد الـقـرآن الـكـريــم و أحـاديـث سـيـدنـا رســول الـلـــه صـلـى الـلــه عـلـيـه و ســلـم فـي عـبـــادتـه و دعـــائـه .
يـقـوم مـنـهـجـه عـلـى الـتـوحـيـد و الـتـقـديـس الـخـالـص لـلـــه تـعـالـى مـن بــاب الـعـبـوديــة الـمـحـضــة ، و تـسـلـيـم الـوجــه و الـوجـهــة و الـكـلِّـيـة لـلـــه رب الـعـالـمـيـن ، مـع الـحـب الـخـالــص لـلـــه و رسـولـــه ، و لـكل مـا و مــن يـلـــوذ ويـتـعـلــق بـهـمـا .
انـتـهـج فـي كـتـابـاتـه الأسـلـوب الـعـلـمـي الـمـعـاصـر فـي تـبـسـيـط الـمـعـانـي والـقـيـم الـروحـيــة ، و تـفـسـيـر الـمـظــاهـر الـغـيـبـيـة بـالـمـنـطـق الـعـلـمـي الـمـحـسـوس ، و جـمـيـع الـمـؤلـفـات الـمـطـبـوعـة و الـمـسـمـوعـة وقـف لـلـــه تـعـالى لا تـبــاع و كـانـت أول مكـتـبـة عـربـيـة كـامـلـة بـصـيـغـة PDF عـلـى الانـتـرنـت مـن خـلال مـوقـعـه ALABD.COM .
تـفـرغ مـنـذ أوائـــل الـتـسـعـيـنـات لـنـشـر مـعــالـم الـطـريـق إلـى الـلـــه بـالـنـدوات والمـؤلـفــات و الـتـربـيـة الـروحـيــة ، والـلـقــاءات المصورة في الـتـلـفـزيـون الـمـصـري و المـحـطـات الـفـضـائـيـة الـعـربـيـة و الـدولـيـة و في الإذاعـات الـمصـريـة ، كـما تُـقــام أسـبـوعـيـا حـضـرة ذكــر و عــلـم فـي مـسـجــدي الإمــام "الـحـسـيـن" و الـسـيـدة "نـفـيـسـة" رضـي الـلـــه عـنـهـمــا ، بـالإضــافـة إلى إحـيــاء الاحـتـفـالات بـآل الـبـيـت وشـهــر رمـضــان بســنـة رسـول الـلــه صـلى الـلـــه عـلـيـه و سـلــم و الـخـلـيـل "إبـراهـيـم" عـلـيـه الـســلام بـإطــعـــام الـطـعـام و تـلاوة الـقـرآن و مـجــالـس الـعـلــم والـذكــر .
أفــاض الـلـــه عـلـيــه بـنـظـم الـشـعـر ، و تــفــرد بـحــبـه لـرسـول الـلـــه صـلى الـلـــه عـلـيــه و ســلـم ، و وَصْـف أنـوار الـحـضـرة الـمـحـمـديـة و أحـوال رجــالـهـا ، و بـلـغـت أشـعــاره مـا يـزيـد عـن ثـلاثـيــن ألـف بـيـت ، مُـسـجـلـة فـي عـشــريـن ديـوانــاً ، مـنـهـا قـصـيـدة "ألـفـيـة مـحـمـد" الـتـي تـزيـد عـن ألـف و ثــلاثـمـائـة بـيـت ، و لــه مـن صـيـغ الـصـلـوات عـلـى رســول الـلـــه مـا يــزيــد عـن ألـف و مـائـتـي صـيـغـة شـعـريـة ، و قـــد جـعـل مـخـتـارات مـنـهـا في أوراده ، كـمـا أنـشـد مـن أشـعــاره مـا يـزيــد عـن مــائــة قـصـيـدة طـويـلــة فـي تـسـجـيــلات صـوتـيــة ، هـي وقــف لـلـــه تـعــالى ، و قـامـت بـأشـعـاره حـفـلات عـدة بـدار الأوبـرا الـمـصـريـة .
مـمـن قـدم لـكـتـابـاتـه الـشـيـخ "مـحـمـد سـيـد طـنـطـاوي" شـيـخ الأزهــر الـشـريـف ، الـشـيـخ "عـمـر الـديـب" وكـيـل الأزهـر الـشـريـف ، الـشـيـخ "حـسـيـن خـضـر" وكـيـل وزارة الأوقــاف ، الـشـيـخ "عـبـد الـمـقـصـود فـارس" مـن عـلـمـاء الأزهـر الـشـريـف ومـسـتـشـار الـمـركـز الإسـلامـي بـسـنـغـافـورة ، الدكـتـور "يـحيـى عـبـد الـدايـم" أسـتـاذ الـنـقـد و الأدب بـجـامـعـة عـيـن شـمـس ، و كـتـبـت عـنـه جـريـدة (Trouw) الهولندية بقلم كاتبها Koert van der velde عن الـقـادة الروحـيـيـن في الـعـالـم في مـقــال "مـن يـفـكـر في غـيـر الـلـــه .. أنـبـهـه"
أثـرى الـمـكـتـبـة الإسـلامـيـة بـمـؤلـفـاتـه الـديـنـيـة و الـروحـيـة و الأدبـيـة بـمـا يـزيـد عـن الـثـلاثـيـن مـؤلـفـاً ، و قـدم لـمـؤلـفـاتـه كـبـار عـلـمـاء الأزهـر الـشـريـف إجـلالاً واحـتـرامـاً لـعـلـمـه و قـدره ، حـتى أن الأزهـر الـشـريـف أعـاد طـبـاعـة كـتـابـه "مـحـمـد نـبـي الـرحـمـة" و قـدم لـه شـيـخ الأزهـر الـشـيـخ "مـحـمـد سـيـد طـنـطـاوي" و وكـيـل الأزهـر الـشـيـخ "عـمـر الـديـب" و رئـيـس مـجـمـع الـبـحـوث الإسـلامـيـة كـرد رسـمـي لـلأزهـر الـشـريـف عـلـى إتـهـام الإسـلام و نـبـي الإسـلام مـن بـعـض الـدول الـغـربـيـة .
كـتـب الـنـثـر : أركـان الإسـلام (دلـيـل الـعـبـادات) ، قـواعـد الإيـمـان (تـهـذيـب الـنـفـس) ، أنـوار الإحـسـان (أصـول الـوصـول) ، مـقـدمـة أصـول الـوصـول ، مـحـمـد نـبـي الـرحـمـة صـلـي الـلــه عـلـيـه و سـلـم ، مـحـمـد مـشـكـاة الأنـوار صـلـي الـلــه عـلـيـه و سـلـم ، أشـهـر مـشـاهـد آل الـبـيـت فـي مـصـر ، و تُـرجـمـت بـعـض كـتـبـه لـلإنـجـلـيـزيـة و الـفـرنـسـيـة و الإنـدونـيـسـيـة .
دواويـن الـشـعـر : الأسـيـر ، الـعـتـيـق ، الـطـلـيـق ، الـغـريـق ، الـرفـيـق ، الـحـقـيـق ، الـعـقـيـق ، الـوثـيـق ، الـرحـيـق ، الـبـريـق ، ألـفـيـة مـحـمـد صـلـي الـلــه عـلـيـه و سـلـم ، مـحـمـد الإمـام الـمـبـيـن صـلـي الـلــه عـلـيـه و سـلـم ، الـعـشـيـق ، الـرشـيـق ، الـرقـيـق ، الـمـفـيـق ، الـعـريـق ، الـفـريـق ، الـشـفـيـق ، الـوفـيـق ، فـي حـب أشـرف الـبـريـة صـلـي الـلــه عـلـيـه و سـلـم (مـقـتـطـفـات مـن الـصـلـوات الـقـدسـيـة الـقـوصـيـة) ، و كـل ديـوان يـُمـثـل حـالـة روحـيـة خـاصـة ، و لـه مـعـلـقـات قـصـائـد شـعـريـة بأكـبـر مـسـاجـد آل الـبـيـت فـي مـصـر .
مـن أوراده : كـتـاب الـحـضـرة ، و كـروت صـلـوات نـثـريـة و شـعـريــة .
سـكـن الـمـديـنـة الـمـنـورة عـلـى صـاحـبـهـا الـصـلاة و الـسـلام ، و تـوفـي بـمـائـدة الـرحـمـن الـتـي يـشـرف عـلـيـهـا مـن عـشـرات الـسـنـيـن فـي الـقـاهـرة يـوم الأحـد الحـادي و الـعـشـريـن من رمـضـان 1429هـ الـمـوافـق الحادي و الـعـشـريـن مـن سـبـتـمـبـر 2008 م ، لـيـلـة الاثـنـيـن الـثـاني و الـعـشـريـن فـي الـثـلـث الأخـيـر مـن الـلـيـل ، ومـشـهـده يُــزار فـي مـسـجـده (مـسـجـد الأشـراف) بـمـدخـل مـديـنـة مـنـفـلـوط .
*****
مـن مـأثـورات أقـوالـه :
" تـعـــالَ عــن الأسـمـاء و الـصـفـات ، مـا هـي كـلـهـا إلا مـقـتـضـى الـذات !!".
الـجـنـة صـفـة ، و الـنـار صـفـة ، و الـرحـمـة صـفـة ، و الـخـلـق كـلـه صـفـات مـنـهـا الأفـعـال ، و لا مـوجـود بـحـق إلا الـلــه .
صـلـى فـيـك ، و صــام فـيـك ، و حـج فـيـك ، و مـا قـام فـيـك إلا هـو ، و أيـنـمـا تـولـوا فـثـم وجــه الـلــه .. و أن إلى ربـك الـمـنـتـهـى .
" مَـن تـحـقـق بـالـعــبـوديـة يـسـتـحـيــى أن يـرجـو حـتـى وصــالاً .. الـعـمـال كـثـيـرون فـعـامـل لـلــه ، أو إلى الـلــه ، أو بـالـلـــه ، أو عـلـى الـلـه ، أو في الـلــه ... و هـذا أربـحـهـم" .
" الـذكـر لـلـغــائـبـيـن ، و لـلـحــاضـريـن الـمـدح و الـطـرب و الـرقـص ، و لـلـمـغـيــبـيـن الـدهـشـة و الـصـمـت ، و لـلـمـحـدثـيـن و أهــل الـمـجـالـس الـهـيـبـة و الأُنـس .. إن كـان هــو أقـرب إلـيـك مـن حـبـل الـوريـد فـإلى أيـن يـكـون الـعـروج إلـيـه" !!
الـبـيـت الـمـعـمـور لـلأرواح ، و بـيـت الـعـزة لـلـقـلـوب و الأنـفـس ، و الـبـيـت الـحـرام لـلأجـســاد ، تَـنَـزَّل الـقـرآن مـن الـبـيـت الـمـعـمـور إلـى بـيـت الـعــزة ، فـتـلـقـفـه قـلـب "طـــه"، فـصـار قـرآنــاً يـمـشـي عـلـى الأرض ، و لـكـل شـيء قـلـب ، و قـلـب الـقـرآن " يـس " ، أفـهـمـت !!
طـالـب الـدنـيـا مـجـنـون ، و طـالـب الـجـنـة مـغـبـون ، و طـالـب وجــه الـلـــه مـحـب مـفـتـون ، أمــــا الـعـبـد فــلا طـلـب لـه غـيـر الـتـقـديــس .
مـقـام جـبـريـل بـيـن قـلـب رسـول الـلــه و شــفـتـيـه الـشـريـفـتـيـن ، و إنــمـا يـسـرنــاه بـلـسـانـك .
" عـجـبـت لـمـن قــال : ( لـو غــاب عـنـي رسـول الـلــه طـرفـة عـيـن ) ، و كـيـف يـغـيـب و هــو مـشـكـاة الأكـوان و الـعـوالــم كـلـهــا ، أمـا كــان الأولـى بــهِ أن يـقــول : ( لــو حُـجِـبـت عـن إحـسـاسـي بــه )".
*****